آخر الأحداث والمستجدات 

حقيقة الصلاة 2

حقيقة الصلاة 2

الصلاة الحقة، هي التي تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر، لقوله تعالى:"اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون". (العنكبوت:45)

قال ابن كثير في تفسير هذه الآية الكريمة: يعني أن الصلاة تشتمل على شيئين على ترك الفواحش والمنكرات، أي مواظبتها تحمل على ترك ذلك وقد جاء في الحديث عن ابن عباس مرفوعاً:"من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم تزده من الله إلا بعداً". (مختصر تفسير ابن كثير).فهذه الصلاة، يؤكد الله سبحانه على أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر فلا يقع صاحبها في الفحشاء والمنكر، وقد أثر عن كثير من السلف الصالح: أن من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، فلا صلاة له ولكن هذا مع كون الصلاة صحيحة، مستوفية لشروطها وأركانها أما إن كانت غير مستوفية لشروطها وأركانها، فلا يتحقق لصاحبها هذا الفضل، ألا وهو عدم الوقوع في الفحشاء والمنكر وقد نرى كثيراً من الناس يصلون ويصومون ويقعون في محظورات يترفع عنها المؤمنون، وذلك لعدم تحقق معنى الصلاة في نفوسهم فليست الصلاة حركات رياضية خالية من أي مضمون، بل هي عبادة محضة يتصل أصحابها بالله جل وعلا والمقصود منها تحقق تقوى الله سبحانه في القلوب، قال تعالى:"ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر وملائكته والكتاب والنبيين وءاتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وءاتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون". (البقرة:177)فالحكمة من العبادة التحصل على تقوى الله سبحانه، وأما إن صلى العبد وصام، ولم يتق ربه في أعماله، فلا عبرة من صلاته وصيامه كما أثر ذلك في الحديث عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رجل يا رسول الله:"إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها قال: هي في النار قال: يا رسول الله فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصدقتها وصلاتها وإنها تصدق بالأثوار من الاقط ولا تؤذي جيرانها بلسانها قال: هي في الجنة". (رواه أحمد في مسنده وهو صحيح) الأثوار من الاقط: القطع من اللبن المجفف.

 

أفضل أماكن الصلاة


والمساجد هي الأماكن التي أعدت للصلاة، قال تعالى:"في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار". (النور:36-37)فالمساجد هي البيوت التي أعدت للصلاة وقد جاء في فضلها أحاديث كثيرة، ومنها ما ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته وسوقه خمساً وعشرين ضعفاً، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفع له بها درجة وحط عنه خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه: اللهم صل عليه اللهم ارحمه، ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة".وهذا في حق الصلاة المكتوبة، أما صلاة النافلة فهي في البيوت أفضل منها في المساجد لما جاء في الصحيح عن زيد بن ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ حجرة قال: حسبت أنه قال من حصير في رمضان فصلى فيها ليالي فصلى بصلاته ناس من أصحابه فلما علم بهم جعل يقعد فخرج إليه فقال:"قد عرفت الذي رأيت من صنيعكم فصلوا أيها الناس في بيوتكم فان أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة". (رواه البخاري)وأما النساء فالأفضل في حقهن أن يصلين في بيوتهن المكتوبة والنافلة على حد سواء لما جاء عن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي، أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إني أحب أن أصلي معك. قال:"قد علمت أنك تحبين أن تصلي معي، وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي". (رواه احمد)ولا يجوز للرجال أن يمنعوا نساءهم من الذهاب إلى المساجد للعبادة ما أمنت الفتنة، لقوله صلى الله عليه وسلم:"لا تمنعوا إماء الله مساجد الله". (متفق

عليه

فضل انتظار الصلاة


وجاء في النصوص الشرعية ما يبين فضل من يحرص على الصلاة في أوقاتها، ويبقى ذاكراً لها فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات قالوا بلى يا رسول الله قال إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط". (رواه مسلم
أفضل الصلاة
والصلاة في الجماعة، أفضل من غيرها لما ثبت في الصحيح عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة". (متفق عليه)


حكم صلاة الجماعة


وصلاة الجماعة في حق الرجال واجبة على أرجح القولين إلا لعذر لما ثبت عن أبي هريرة قال جاء رجل أعمى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنه ليس لي قائد يقودني إلى الصلاة فسأله أن يرخص له أن يصلي في بيته فأذن له فلما ولى دعاه قال له:"أتسمع النداء بالصلاة قال: نعم قال: فأجب". (رواه مسلم، والنسائي)وكذلك ما جاء عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ثم آمر رجلاً فيؤم الناس ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقاً سميناً أو امرأتين حسنتين لشهد العشاء". (متفق عليه)وقد صح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: لقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة إلا منافق قد علم نفاقه أو مريض إن كان المريض ليمشي بين رجلين حتى يأتي الصلاة وقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا سنن الهدى وإن من سنن الهدى الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه". (رواه مسلم)وأما ما استدل به البعض على أن صلاة الجماعة مندوبة، لقوله صلى الله عليه وسلم:"صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة".فلا يصح دليلاً على المسألة، حيث لا تعارض بين النصوص، فالنصوص التي دلت على وجوب صلاة الجماعة، كانت في حق من يسمع النداء، وهو قادر على إتيان المسجد، أما من لم يسمع النداء أو لم يستطع إتيان المسجد لعذر، فصلاة الجماعة في حقه مندوبة ما لم يحصل ضرر لذلك والله تعالى أعلى وأعلم
إن الصلاة هي الصلة بينك وبين الله سبحانه، وهي شعار المسلمين، لقد فرضها الله سبحانه دون غيرها من الفرائض فوق السماء السابعة، حين عرج بالرسول صلى الله عليه وسلم إلى السماء، فاحرص عليها وإياك والتساهل بها، فتكون عاقبة أمرك خسراً أسأل الله العظيم أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، إنه سميع مجيب

الحمد لله رب العالمين

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : أبو يحيى
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2013-05-03 00:42:23

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك